الرئيس الزُبيدي يطّلع على الأوضاع الإنسانية بمحافظة ذمار
استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئ...
شارك الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وقيادات من المجلس، صباح اليوم، في إحياء أربعينية الفقيد المناضل أحمد علي الحدّي، القائد السابق لقوات الشرطة العسكرية بالعاصمة عدن، التي أحتضنتها قاعة الفخامة بمديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن.
وفي الفعالية، التي حضرها الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، الاستاذ أحمد حامد لملس، وعضو هيئة رئاسة المجلس الشيخ عبدالرب النقيب، ووكلاء وزارات وقيادات عسكرية وأمنية، وشخصيات اجتماعية، ألقى الرئيس الزُبيدي، كلمة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم:
أيها الجنوبيون في الداخل والخارج:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني اليوم وأنا أتحدث إليكم أن أتذكر بكل فخر تضحياتكم الكبيرة، ونضالاتكم العظيمة وإصراركم على المضي قدماً نحو هدفنا الوطني الذي طالما كافحنا من أجله، وضحينا سوياً من أجله. ودون كلل أو ملل يمضي الجنوبيون بكل ثقة واقتدار سائرين على درب الدفاع عن الحقوق وحماية المستقبل وصناعة التاريخ بنكهة جنوبية خاصة لا تقبل عنواناً غير الاستقلال والحرية كاملة الأركان.
وامتداداً لإرادة النصر وعزيمة الصبر، فإن ذكرى هذا اليوم السابع من يوليو تحمل بين سطورها ذكرى أليمة عنوانها ضياع الوطن ظلماً وتجبراً دون وجه حق، حين تكالبت علينا الأعداء تحت راية نظام صنعاء الظالم سنة 1994م النظام الذي أطلق حربه آنذاك ونجح في احتلال الأرض وهدم المنجزات وتشويه صورة الوطن وأهله، لكنه فشل في تكبيل عزائم الثوار الأحرار الذين قاوموه بكل وسائل المقاومة حتى سجلوا بعد أكثر من عشرون عاماً نصراً لن ينساه التاريخ.
في مثل هذا اليوم، قررت عصابة 7/7 أن تقتل الوطن، قرر هؤلاء أن يسجلوا جرماً جديداً في صفحاتهم المليئة بالسواد، وعلى الرغم من فشلهم الذريع إلا أنهم تركوا في هامة الوطن الذي رفض أن ينحني، تركوا جُرحاً سيحتاج منا الكثير حتى يندمل، لا بد أنهم دفعوا وسيدفعون ثمن فعلتهم وجرمهم، ولن ينسى الوطن ما قاموا به، ولن يسامحهم الشعب ولا التاريخ.
ومن أعماق ذكرى هذا الألم وهذا اليوم الأسود، أطلق الجنوبيون في نفس التاريخ عام 2007م حراكهم السلمي ليصنعون من ضعفهم قوة ومن انكسارهم ثورة تمسح وجع سنين من الظلم والقهر والاستبداد. ولا غرابة، فهذا الشعب حيٌ لا توت فيه الكرامة ولا يسقط فيه الأمل حتى يرسم خارطة جديدة للمستقبل المشرق.
وامتداداً لهذا التاريخ المشرّف فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد مجدداً على مسألة الثبات على أهداف الثورة الجنوبية التحررية وعلى أهداف قوات المقاومة الجنوبية المتمثلة في استكمال مهام تحرير القرار السياسي وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة، ذات الأسس المدنية والديموقراطية الضامنة للحريات العامة وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
أننا نؤكد في هذه الذكرى على تمسكنا بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي كمبدأ لا حياد عنه، المبدأ المقدس الذي ينبذ كافة أشكال التنازل، والذي يؤكد على ضرورة إفشال أي محاولات لإعادة صراعات الماضي التي أصبحت من التاريخ ولن تعود أبداً.
يا أبنا شعبنا الجنوبي العظيم:
إننا ونحن نستذكر هذا التاريخ الكبير الذي شهد تحولات مهمة، أوصلتنا إلى ما نحن عليه، نستذكر وبكل فخر كل من صنعت أيديهم مستقبلنا، وكل من أفنوا أرواحهم الطاهرة من أجل الوطن.
واليوم يمر علينا في هذا التأبين ظلال رجلاً من رجالات هذا الوطن وسيفاً جنوبياً من سيوف المجربة، التي طالما ضربنا بها الظالمين وكسرنا بها قيودنا نحو الحرية والاستقلال.
لقد كان اللواء أحمد علي الحدي – رحمه الله تعالى ـ نبراساً مشعاً طالما بددنا به ظلام الاحتلال، ورأينا به طريقنا وهدفنا بوضوح.
إن أبا محمد لم يرحل لأن من يترك أرثاً كبيراً من البطولة والشجاعة والتضحية من أجل الوطن لن ينساه الوطن ولن تغيبه الأيام ولن يغادر من قلوبنا التي اشتاقت له كثيراً.
وكما قيل فإن العظماء لا يموتون بل يخلدهم التاريخ، وفقيدنا جزء من تاريخنا الناصع وسبباً في ما حققناه من انتصارات جنوبية طالما فاخرنا بها أمام الآخرين.
لقد كان نعم الأخ ونعم الرفيق ونعم النصير، وسنبقى أوفياء له ولتاريخه ولإنجازاته ما حيينا.
يا جماهير شعبنا العظيم:
إن الجنوبيون والجنوبيات الذين صاغوا تفاصيل هذه المراحل، وشاركوا فيها، واجتازوا هذه التحولات الصعبة والمعقدة بكل اقتدار ليستحقون أن نخلدهم في كل صفحات تاريخنا، وإن الوفاء الحقيقي لهم هو الحفاظ على منجزاتهم والسير على دربهم حتى تحقيق أهدافنا الوطنية ولا خياراً آخر.
نستحضر جميعاً ذكرى هذا اليوم، متمسكين بواقعنا السياسي الجديد ومحافظين على منجزاتنا التي دافعنا كثيراً من أجلها، وضحينا كثيراً من أجلها. مجددين عهدنا لله والوطن والشعب على المضي قدماً حتى تحقيق أهدافنا الوطنية وصناعة مستقبلنا الآمن.
الرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية للأسرى المغاوير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،