عيد الاستقلال الوطني.. محطة تاريخية في مسيرة نضال شعب الجنوب

حلت الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي في 30 نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي تحقق فيه لشعب الجنوب هدفه في طرد آخر جندي بريطاني من أرضه بعد 129 عامًا من الاحتلال البريطاني، والذي جاء بعد مسيرة طويلة من الكفاح والنضال، حيث انطلقت ثورة شعب الجنوب في 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان بقيادة الثوار شجعان، وأسفرت هذه الثورة عن تحرير معظم الأراضي الجنوبية، وفي 30 نوفمبر 1967م، تم طرد آخر جندي بريطاني من عدن، ليعلن بذلك نهاية الاحتلال البريطاني وتأسيس دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

ويواصل اليوم أبناء الجنوب نضالهم التاريخي بكل صبر وثبات من أجل استعادة دولتهم المستقلة، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلًا بالرئيس القائد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي يقود معركة الحرية والتطور نحو مستقبل آمن ومستقر لشعب الجنوب.


*تجديد العهد بالمضي لتحقيق تطلعات شعب الجنوب*

 

جدد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، العهد بالمضي على درب الشهداء حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة بحدودها التاريخية المعترف بها إقليميًا ودوليًا قبل 21 مايو 1990م، وذلك خلال تهنئته التي وجهها إلى أبناء الشعب الجنوبي في الداخل والخارج.

وقال الرئيس الزُبيدي " قبل 57 عامًا، ومن العاصمة عدن، أشرقت شمس الحرية والاستقلال الوطني الجنوبي الأول على ربوع وطننا الحبيب، بعد مشوار طويل من الكفاح والنضال، سطر فيه آباؤنا وأجدادنا واحدة من أعظم ملاحم الثورات التحررية، تُوجت بإعلان الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر من عام 1967".

وعبر الرئيس الزُبيدي عن الفخر والأعتزاز بتلك الملاحم والتضحيات الكبيرة التي قدمها الثوار، مؤكدا الاستلهام منها معاني الصمود والإصرار للمضي قُدمًا في المسار الذي رسمته دماء شهداء الثورة الجنوبية التحررية، حتى استعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة.

وفي السياق أكد اللواء فرج سالمين البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي، أن هذه الذكرى الخالدة هي بمثابة دافع قوي لتعزيز التلاحم الجنوبي، وهي تذكير مهم بتضحيات شعب الجنوب في سعيه المستمر لاستعادة دولته كاملة السيادة، متابعًا تأكيده بأن هذا اليوم يعزز من روح العطاء والإصرار لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الجنوبي.

كما شددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها على أهمية إحياء الذكرى السنوية لعيد الاستقلال الوطني لتجديد العهد والولاء لمسيرة التحرر، والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية، ومواصلة النضال حتى إنجاز كامل الأهداف السامية التي يسعى إليها شعب الجنوب، وفي مقدمتها هدف استعادة وبناء دولته الفدرالية المستقلة، وتحقيق المستقبل الذي يليق بتضحيات الشهداء الأبرار.

 

*30 نوفمبر: الاستقلال الوطني*


في يوم 30 نوفمبر 1967م، تحقق لشعب الجنوب حلمه في طرد آخر جندي بريطاني من عدن، بعد 129 عامًا من الاحتلال البريطاني، بعد كفاح طويل ومقاومة شديدة جسد فيها شعب الجنوب معاني التضحية والفداء.

تحقق لشعب الجنوب الحرية والاستقلال، بعد نجاح ثورة  14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان، حيث اصطفت قبائل الجنوب ومختلف مناطق البلاد متحدين ضد الاحتلال البريطاني، ورغم التضحيات الجسام التي قدّمها أبطال الثورة، وعلى رأسهم اللواء راجح لبوزة، فقد نجح شعب الجنوب في انتزاع الاستقلال والحرية، ليطوي بذلك صفحة الاحتلال البريطاني ويبدأ مرحلة جديدة من بناء دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

وأصبح يوم الـ 30 من نوفمبر رمزًا للنضال المستمر، حاملاً في طياته ذكرى شعب استطاع أن يُحقق النصر رغم التحديات الكبيرة التي واجهته، ليؤكد قدرة الإرادة الشعبية الحرة على تجاوز الصعاب واستعادة السيادة والكرامة.

 

*استلهام الدروس من ذكرى الاستقلال الوطني*

 

تحمل ذكرى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م دروسًا كبيرة لشعب الجنوب في مواصلة نضاله من أجل استعادة دولته كاملة السيادة. ففي كل عام، تُستذكر تضحيات الآباء والأجداد الذين سطروا أعظم ملاحم البطولة في مواجهة الاحتلال البريطاني، وتُستلهَم من هذه الذكرى العبر في مواصلة النضال، بمختلف الجوانب لتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة جنوبية مستقلة وآمنة.

و أظهرت الأحداث التاريخية أن وحدة الشعب الجنوبي كانت العامل الرئيس في نجاح ثورة 14 أكتوبر، وأن التلاحم بين مختلف مكونات الشعب كان طريقًا للنصر، ومن هنا يأتي دور المجلس الانتقالي الجنوبي في تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، وفتح الآفاق أمام الشعب لتحقيق تطلعاته في الاستقلال والحرية، مع الحفاظ على قيم العدالة والمساواة وتطوير مؤسسات الدولة.

 

*تفاعل واحتفالات شعب الجنوب بذكرى الاستقلال الوطني*

 

احتفل شعب الجنوب في مختلف محافظاته بذكرى الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، حيث شهدت العديد من المدن الجنوبية تنظيم مهرجانات وكرنفالات شعبية وفنية، جسدت الفخر بتاريخ الجنوب العظيم وبطولات أبنائه، برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.

وفي الصعيد أشعل سياسيون وناشطون جنوبيون مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها منصة (إكس)، عبر وسم #نوفمبر_مجيد_استقلالنا_يتجدد، احتفالًا بالذكرى الـ 57 لعيد استقلال الجنوب، الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام.


وأشار المشاركون خلاله إلى أن هذه الذكرى تأتي في وقت تشهد فيه القضية الجنوبية زخماً كبيراً، مع استمرار تفاعل كافة الشرائح والمكونات الجنوبية التي أكدت عزمها على مواصلة النضال لتحقيق تطلعات شعبها.

وفي هذه المناسبة أكد الناشطون والإعلاميون أهمية التمسك بحقوق شعب الجنوب في تقرير مصيره، مشيرين إلى أن ذكرى 30 نوفمبر تمثل نقطة انطلاق جديدة نحو استعادة الاستقلال وبناء دولة الجنوب المستقلة التي يسودها الأمن والاستقرار، متابعين بأن التحديات التي يواجهها شعب الجنوب اليوم لن تحول دون تحقيق أهدافه المشروعة.

بدورهم، أضاف الناشطون السياسيون أن "الاستقلال ليس ذكرى عابرة، بل هو عهد مستمر يتطلب وحدة الصف الجنوبي وإصراره على استعادة حقوقه"، ذاكرين بأن الحفاظ على إرث الاستقلال يتطلب استمرار المقاومة والنضال ضد كل من يسعى لتهديد أمن واستقرار الجنوب.

كما أكد السياسيون أن ذكرى الاستقلال ليست مجرد احتفالات، بل هي تجديد للعهد مع الشهداء ومواصلة طريق النضال الذي ضحوا من أجلها، حيث عبر الجميع عن عزمهم على الاستمرار في النضال حتى تحقيق طموحات شعب الجنوب في بناء دولة مستقلة ذات سيادة كاملة.


وختامًا، تبقى ذكرى 30 نوفمبر 1967م محطة تاريخية فارقة في مسيرة شعب الجنوب نحو الاستقلال والحرية، وتظل مصدر إلهام لجميع الأجيال المتعاقبة للتمسك بالمبادئ الوطنية والمضي قدمًا في درب النضال حتى تحقيق أهداف الشعب الجنوبي في استعادة دولته وبناء مستقبله الآمن والمستقر.