عيد الاستقلال الوطني.. محطة تاريخية في مسيرة نضال شعب الجنوب
حلت الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي في 30 نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي تحقق في...
بعد جهود عظيمة من العمل الوطني والنضالي في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، وبثمرة النوايا الصادقة والرجال المخلصون ولد المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي يبذل جهوداً كبيرة لتجسيد مبدأ التصالح والتسامح، حيث أتت توجيهات الرئيس الزُبيدي، في مستهل عام ٢٠٢٤م، بالاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يضم كل من "هيئة الرئاسة، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، والهيئة التنفيذية العليا"، وعقد الدورة الأولى للجمعية الوطنية، والاجتماع التأسيسي لمجلس المستشارين، تعزيزاً وتطويرا للأداء السياسي والمؤسسي، ومن أجل استكمال بناء الهيكل التنظيمي للمجلس الانتقالي "البيت الجنوبي" الذي يواكب الأنظمة الحديثة ومواجهة التحديات الراهنة.
وجاء الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، تزامناً مع إعلان بيان المبعوث الدولي بشأن خارطة الطريق التي لم تتطرق إلى القضية المحورية في البلاد والمنطقة وهي قضية شعب الجنوب التي يمثلها المجلس الانتقالي الطرف الفاعل والمؤثر على الارض، إضافة إلى تهديدات كبيرة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، في ظل اوضاع اقتصادية متردية؛ لكن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إضافة إلى البيان الختامي للاجتماع التأسيسي لمجلس العموم، الذي أكدا فيه مواصلة السير قدماً نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة ومواجهة التهديدات الارهابية من أجل حفظ الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي.
وأشار الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن الاجـتماع التأسيـسي لمـجلس العموم هو تجسيد الاصطفاف الوطني الجنوبي، وتعزيز الحضور والأداء السياسي على المستوى الداخلي والخارجي من أجل مواكبة العملية السياسية وحشد الطاقات والامكانيات في سبيل استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
وأوضح الرئيس القائد بأن ثمرة سنوات النضال والحوار مع كل المكونات الجنوبية، بانعقاد "اللقاء التشاوري الجنوبي"، في رحاب العاصمة عدن للفترة من 4 إلى 8 مايو 2023م، بمشاركة واسعة للنخب الوطنية من مختلف المشارب السياسية والثقافية والاجتماعية على امتداد أرض الجنوب، الذي خاضوا فيه تجربة ديمقراطية فريدة وسجلوا مشهد مهيب بالتوافق والاصطفاف الوطني، تمثلت بإقرار "الميثاق الوطني الجنوبي".
الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم
شهدت العاصمة عدن يوم الثلاثاء، انعقاد الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يضم كل من هيئة رئاسة المجلس، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، تحت شعار " تعزيزاً وتطويراً للأداء السياسي والمؤسسي "برعاية كريمة من الرئيس القائد، عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، رئيس مجلس العموم، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وألقى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كلمة أشار فيها إلى أن التجارب والثبات لأبناء الجنوب وقيمة الوطنية تجلت في إعلان التصالح والتسامح لما لذلك من مصلحة شاملة للجميع، وانتهاج المجلس الانتقالي نهج الحوار كقيمة حضارية لتجاوز التباينات وتوحيد الصف الوطني، مضيفا بأن الباب الوطني سيظل مفتوحاً لكافة أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم.
وأوضح الرئيس القائد بأن تماسك وصلابة شعب الجنوب التي جسدها بصور البطولة والفداء والتضامن في مقاومة الغزو الحوثي على الجنوب عام ٢٠١٥م، مؤكداً على أن السبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين ما قبل 21مايو 1990م، متابعاً بأن الشعب قد أفنى ثلاثة عقود في النضال لاستعادة وبناء دولته، ومبينا تزايد الدوافع إلى انتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقة.
ولفت الرئيس، إلى ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري على أرض الواقع، التي كان منها تنفيذ عملية شاملة لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لمختلف شرائح شعب الجنوب، مبينا عدم توقف جهود الهيكلة وتطوير وتحديث بنية ونظم العمل المؤسسي للمجلس التي ستشمل كافة هيئاته بجميع مديريات ومحافظات الجنوب.
وأشاد الرئيس الزُبيدي، بحاملي الأقلام ومنابر الفكر والتنوير العلمي والديني والإعلامي والثقافي والحقوقي، الذين يسدون ثغرة لا تقل أهمية عن جبهات الصـراع العسكري، بمواجهة سياسة التجهيل ومنابر التطرف وحملات الإعلام المعادي لتزييف وتضليل الحقائق، مبيناً دور شباب الجنوب في بناء المؤسسات وإرساء مقومات التنمية والاستقرار في البلاد، كما أشاد لجهود الجالية الجنوبية في دول المهجر الذي تمثل قضية شعب الجنوب وتمثيلها دوليًا.
وفي ختام كلمته، حيا الرئيس القائد، القوات المُسلحة والأمن الجنوبية، مستعرضًا جهود بناء وتنظيم القوات وتطويرها، حيث تم تعزيز هذا السياق بإعادة فتح مؤسسات التأهيل والتدريب العسكري والأمني في حضرموت وعدن، مضيفا الاهتمام بكل الوسائل المتاحة لجميع المتضررين من الحروب ومن سياسات الإبعاد والتسريح القسري، وتسوية أوضاعهم، وإعادة الأعمار واسترداد جميع الحقوق.
وكان قد تحدث الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، رئيس اللجنة التحضيرية للاجتماع، بكلمة عبر فيها عن أهمية هذا الحدث التاريخي للشعب الجنوبي الذي يُعد نقطة تحول، والذي جاء حصيلة نتائج أعمال مسبقة من التحضير والتوافق والتضحيات الجنوبية، مقدمًا شرحًا حول هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الجنوبيون، وما تتطلبه من جهود مضاعفة لبناء وتأهيل مؤسسات الجنوب.
وأوضح الشيخ راجح سعيد باكريت، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، بأن أنعقاد مجلس العموم الجنوبي مثل تجسيداً للإرادة الجماعية وتصميم شعب الجنوب على تأكيد هويته وحقوقه وتطلعاته في لحظة تاريخية حاسمة لتعزز دور المجلس الانتقالي الجنوبي واستمرار طريق النضال نحو استعادة حقوق شعب الجنوب وتقرير مصيره.
وصرح المحامي علي هيثم الغريب، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بإن اجتماع مجلس العموم يمثل تطورا كبيرا في العمل السياسي الذي هو نجاح من نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي ومن ضمنها وحدة الصف الجنوبي وتعزيز العمل الهيكلي للمجلس الإنتقالي الجنوبي.
وقال المحامي يحيى غالب الشعيبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم هي ارادة شعب وخارطة وطن وضعت حدث سياسي عظيم ورسالة سياسية سامية اجادها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مضامينها لاسلام بدون الجنوب الدولة والسيادة.
وبارك المقدم محمد النقيب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، قيادة مجلس العموم وشعب الجنوب والقيادة العليا في الاجتماع التأسيسي، مجدداً الولاء والعهد والوفاء للوطن ولشعب وقيادته السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالمضي قدماً على دروب الأبطال الذين سبقوا في الفداء والتضحية من أجل وطننا الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، كما قال الرئيس القائد عيدروس خلال تدشينه الاجتماع “إن مسيرتنا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها.
الدورة الأولى للجمعية الوطنية
عقدت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الأربعاء في العاصمة عدن، دورتها الأولى في العام 2024م، تحت شعار " تعزيز وتطويرٱ للأداء السياسي والعمل المؤسسي للمجلس الانتقالي الجنوبي"، التي دشن أعمالها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، بحضور رئيس واعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم (٣٧١) عضواً، يمثلون شرائح وفئات المجتمع من كافة محافظات الجنوب.
وألقى الاستاذ علي الكثيري رئيس الجمعية، كلمة، استهلها بالترحيب بالأعضاء المستجَدين في قوام الجمعية وبالاعضاء الذين جُددت الثقة بهم لمواصلة العمل الوطني في الجمعية، مشيراً إلى أهمية انعقاد هذه الدورة، كونها تأتي بعد الحدث التاريخي العظيم في مسار العمل السياسي للمجلس الانتقالي وترتيب أوضاعه التنظيمية، المتمثل في عملية الهيكلة الإدارية والتنظيمية في هيئات المجلس الانتقالي والتي توجت بتأسيس مجلس العموم، كأعلى هيئة تشريعية وتقييمية في المجلس، تضم الغرفتين، مجلس المستشارين والجمعية الوطنية.
كما أكد الكثيري، على الدور البارز الذي سيلعبه أعضاء الجمعية الوطنية بين أوساط المجتمع، لمواجهة التحديات والمخاطر الراهنة التي يمر بها الجنوب، التي تتطلب مزيداً من الحرص وبذل الجهود في مجال الرقابة والتقييم لعمل ونشاط مؤسسات الدولة ومؤسسات وهيئات المجلس الانتقالي ومحاربة الفساد، مشدداً إلى مساندة السلطات المحلية والمساهمة في تذليل الصعاب التي يواجهها المواطن في حياته المعيشية.
وخرجت الجمعية الوطنية في نهاية اجتماعها الأول بعد هيكلة أعضاءها بالعديد من القرارات والتوصيات، التي ثمنت الدور النضالي المشرّف للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في العملية السياسية التي يخوضها مع المنظمات الدولية والإقليمية والعربية، من أجل تحقيق استعادة دولة الجنوب كشرط أساسي لإحلال السلام في اليمن والمنطقة الإقليمية والدولية، مؤكده على دعم كل جهود ومسارات السلام الإقليمية والدولية في وضع إطار تفاوضي خاص بقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية لضمان تحقيق السلام المنشود.
اجتماع مجلس المستشارين
تزامناً مع تأسيس مجلس العموم واجتماع الجمعية الوطنية، عقد مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي، يوم الأربعاء، في العاصمة عدن، اجتماعه التأسيسي تحت شعار "تعزيزاً وتطويراً للأداء السياسي والمؤسسي للمجلس الانتقالي "برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس مجلس العموم.
وفي مستهل الاجتماع الذي حضره الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، ألقى الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات، كلمة أشاد فيها بدور مجلس المستشارين المكون من النُخب الجنوبية من كافة محافظات الجنوب، حيث تم استعراض في كلمته أبرز المستجدات السياسية على الساحة، مؤكداً عدم فعالية خارطة الطريق والمرحلة الانتقالية والاتفاق على الحل النهائي، في حالة لم تلبي تطلعات شعب الجنوب.
ووقف الاجتماع أمام جملة من القضايا المهمة ذات الصلة باستكمال البنية التنظيمية والسياسية الخاصة بمجلس المستشارين، حيث جرى مناقشة وإقرار اللائحة الداخلية لمجلس المستشارين مع الأخذ بجميع الملاحظات المقدمة من قبل الأعضاء وتم توزيع أعضاء المجلس على اللجان الاستشارية الدائمة البالغ عددها 15 لجنة استشارية.
كما أقر أعضاء مجلس المستشارين في نهاية الاجتماع هيكلة اللجان الدائمة للمجلس، مشيرين إلى ضرورة التمثل الصارم، والتطبيق الخلاق لما تضمنته جميع أدبيات المجلس الانتقالي، وعلى وجه الخصوص الرؤية السياسية للمجلس الانتقالي، والعمل بروح الفريق الواحد بكل المهام والاختصاصات حسب والنظام الأساسي للمجلس، واللائحة الداخلية لمجلس المستشارين.
البيان الختامي لاجتماع مجلس العموم
وألقى الاستاذ سالم ثابت العولقي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية لاجتماع مجلس العموم، في نهاية الاجتماع البيان الختامي لمجلس العموم الذي أقر في اعتماد الكلمة السياسية والتوجيهية التي ألقاها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وثيقة أساسية من وثائق الاجتماع وإطارًا توجيهيًا لعمل المجلس، ويكلف هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي وتكويناته المركزية والمحلية كافة، بالعمل على ترجمة مضامينها في خطط عملهم، وتجسيدها في واقع تعاملاتهم، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب.
وأكد البيان الختامي على الالتزام الكامل بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م، ويجدد المجلس التفويض الوطني للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتمثيل قضية شعب الجنوب والمضـي به صوب تحقيق غاياته الوطنية، إضافة إلى الالتزام الكامل بالحفاظ على ما تحقق من منجزات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية وتحرير ما تبقى منه، مع الالتزام في استكمال بناء مؤسسات الدولة وتمكين القيادات والكفاءات الجنوبية المؤهلة، والعمل على محاربة الفساد في كافة مؤسسات الدولة.
وأوضح البيان إلى حق شعب الجنوب في الاستقلال والسيادة على أرضه وثرواته الوطنية، واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا وحماية حقوقه السيادية؛ لأنها حقوق ثابتة -غير قابلة للتصـرف- يملكها شعب الجنوب وهو وحده من يقرر فيها، تتوارثها أجياله المتعاقبة عبر الزمان، تستمد ثباتها من ثبات الحق الذي يتوقف عليه الوجود والبقاء الإنساني.
وشدد البيان، على تطوير وتدريب وتأهيل القوات المسلحة والأمن الجنوبي التي ستظل سياجًا منيعًا لحماية الجنوب وشعبه وتأمين المكتسبات الوطنية ومكافحة الإرهاب والتطرف وحماية الملاحة البحرية الدولية، محثٱ أبناء الجنوب إلى الالتفاف حول القوات المسلحة الجنوبية وتعزيزها، فهي درع الجنوب وحصنه المنيع الذي تتحطم أمام صموده وثباته وعظمته خطط ومؤامرات الأعداء.
وتمنى الشيخ لحمر بن لسود عضو المجلس الاستشاري الجنوبي، اسراع الجميع الى الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل تحقيق الاهداف المشروعة لشعب الجنوب في بناء دولة فدرالية تحترم الجميع وفق قانون يضع مصلحة الشعب فوق كل مصلحة، وهذا ما التزم به مجلس العموم في بيانه على السير بمضامين ميثاق الشرف الوطني الجنوبي.
وعبر المحلل السياسي ياسر اليافعي، بأن انعقاد مجلس العموم يمثل كل الجنوب من المهرة الى باب المندب وسقطرى وهم تحت سقف واحد وقيادة واحدة وبحماية القوات المسلحة الجنوبية وكل تلك مؤشرات حقيقية على البناء المؤسسي وقرب استعادة الدولة.
وقال كتاب وناشطين جنوبيين: " أن انعقاد مجلس عموم المجلس الانتقالي الجنوبي علامة فارقة في الجهود المستمرة لتحقيق تطلعات واهداف شعب الجنوب العربي, ويعد ذات دلالات عميقة تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل الجنوب وخطوة حاسمة نحو توحيد جهود ورؤية مختلف الهيئات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي ويوفر فرصة لأصحاب المصلحة الرئيسيين للالتقاء والتداول ورسم مسار جماعي موحد للمضي قدمًا في معالجة القضايا الملحة التي تواجه شعب الجنوب".