عيد الاستقلال الوطني.. محطة تاريخية في مسيرة نضال شعب الجنوب
حلت الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي في 30 نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي تحقق في...
أحيى المجلس الانتقالي الجنوبي العيد الوطني الـ 60 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء، بفعاليات حاشدة.
وهنأ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، شعب الجنوب العظيم في داخل الوطن وخارجه وقواته المسلحة البطلة بهذه المناسبة المجيدة.
عزيمة للحفاظ على المكتسبات
وأضاف الرئيس الزُبيدي في تهنئته: "لقد كان لثورة 14 أكتوبر دورها الكبير في استنهاض قيم الرفض للوجود الاستعماري، وتعزيز ثقافة الإرادة الوطنية الجنوبية الجامعة والمقاومة لكل مشاريع الهيمنة التي يُراد فرضها على شعبنا وأرضنا".
وتابع قائلا: "إننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة الغالية نتذكر بإجلالٍ واعتزازٍ نضالات وتضحيات أبناء شعبنا في عموم محافظات الجنوب، في سبيل انتزاع حريتهم وسيادتهم على أرضهم".
وأكد الرئيس القائد، أن ما تحقق من انتصارات على طريق استعادة الدولة الجنوبية، يستحق منا اليوم المزيد من الثبات والصبر والعزيمة، للحفاظ على تلك المكتسبات والإنجازات وحمايتها من المؤامرات والدسائس ومحاولات الالتفاف عليها.
مناسبة عظيمة
من جانبه، رفع اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، برقية تهنئة إلى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، والشعب الجنوبي الأبي في الداخل والخارج، ومنتسبي القوات المسلحة الجنوبية، بمناسبة الذكرى الـ 60 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، هذه المناسبة العظيمة، التي فجر فيها المناضلون الجنوبيون الأبطال الثورة المباركة عام 1963م من قمم جبال ردفان الشماء على أعتى امبراطورية استعمارية، وأرغمها على الرحيل، بعد أربع سنوات من النضال التحرري، وقوافل طويلة من الشهداء الميامين، الذين افتدوا تربة الوطن بدمائهم الزكية.
وحيا اللواء بن بريك، المواقف النضالية والصمود الفولاذي للقوات المسلحة الجنوبية، بقيادة الرئيس الزُبيدي، وما يبديه من حنكة وحكمة، في إدارة المعركة السياسية، والعسكرية، والانتصار لها رغم تعقيدات المرحلة، وتكالب القوى المعادية لشعبنا وقيادته السياسية وقواته المسلحة الباسلة.
وجدد اللواء الركن، العهد للرئيس القائد، وللشعب الجنوبي الوفي، بالمضي على درب الحرية والعزة والكرامة (درب الشهداء) حتى تحقيق كامل أهداف الثورة، وصولا إلى الاستقلال الوطني الثاني، وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، وعاصمتها عدن.
اختراقات كبيرة
وأشار نائب رئيس المجلس، إلى أن ذكرى ثورة 14 أكتوبر، تعود هذا العام وشعبنا مازال يخوض ثورة تحررية مستمرة، في مواجهة احتلال جديد فرض وجوده على أرضنا وشعبنا بقوة السلاح منذ السابع من يوليو 1994م، إلا أن القيادة الجنوبية قد حققت اختراقات سياسية كبيرة على المستويين المحلي والدولي، وماضية في خطى ثابتة لتحقيق تطلعات الشعب في إقامة دولته الفيدرالية المستقلة.
وأضاف: أن "هذه المناسبة تتجدد في ظل الحرب والمؤامرات على شعبنا ووطننا، وهي الحرب التي تتخذ صورا وأشكالا متعددة، لا سيما الحرب ضد الإرهاب بشقيه من التنظيمات المتطرفة، والمليشيات الكهنوتية الحوثية، وكذلك حرب الخدمات التي يتم استهداف إرادة شعبنا الحديدية من خلالها"، مؤكدا أن الشعب وكما انتصر في حروبه السابقة وتجاوز المؤامرات والدسائس التي استهدفته في مراحله الماضية سينتصر في معركته الحاليه، خاصة مع ما أظهره من مستوى وعي سياسي بضرورة امتلاك قراره وصيانة سيادته والحفاظ على كرامته، واتضح ذلك جليا من خلال الوثيقة التاريخية التي وقعت عليها القوى الوطنية (الميثاق الوطني الجنوبي).
حفل حاشد في العاصمة عدن
من جانبها، نظمت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في العاصمة عدن، حفلا خطابيا وفنيا إحتفاء بالذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، تحت شعار "الجنوب بكل ولكل أبنائه".
وفي مستهل الحفل الذي حضره الأستاذ فضل الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، واللواء هيثم قاسم طاهر، عضو هيئة الرئاسة، ووزير الدفاع إبان دولة الجنوب، وعدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ورؤساء مختلف هيئاته، والقيادات الأمنية والعسكرية، والشخصيات السياسية والاجتماعية والنسوية، ألقى الأستاذ علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس، كلمة نقل فيها تحايا وتهنئة الرئيس الزُبيدي، لكافة الحضور بمناسبة الذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
تقدم بثبات
ووصف الكثيري، ثورة الرابع عشر من أكتوبر بالثورة الأم التي جاءت ونبعت من نضال شعب الجنوب، وتوجت بالاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٦٧م، لافتا في هذه الذكرى إلى أهمية استلهام تلك النضالات لشعب الجنوب في الوقت الحالي الذي يوشك على اتمام استقلاله الثاني، ذاكرا في هذه المناسبة الذكرى السادسة عشر لمجزرة منصة ردفان التي كشفت الوجه القبيح للاحتلال اليمني الثاني.
وأكد الكثيري أن المجلس الانتقالي الجنوبي، ماضً بثبات نحو تحقيق تطلعات أبناء الجنوب التي تمت التضحيات من أجلها، محييًا القوات المُسلحة الجنوبية وصمودهم الأسطوري في مواجهة ودحر مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، مثنيًا على صمود الشعب أمام ما يواجهه من حرب خدمية واقتصادية، وحاثًا على الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة الفارقة، وداعيًا لاستكمال ما بدأت به لجنة الحوار الوطني الجنوبي في اتجاه إنجاز المهام في إطار استقلال الجنوب بكل ولكل أبنائه.
تجسيد الشراكة الجنوبية
وألقى اللواء صالح زنقل، رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي، كلمة عن الهيئة العسكرية، لخص فيها مراحل نضال شعب الجنوب منذ الاحتلال البريطاني وحتى اللحظة، مشيرا إلى أن شعب الجنوب قد خاض ثورته الأكتوبرية ضد الوجود العسكري البريطاني في كافة قرى ومدن الجنوب حتى أفضى ذلك إلى خروج المستعمر من أرض الجنوب وإعلان قيام دولته الجنوبية الفتية.
وأكد اللواء زنقل، أن دعوة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بشأن توحيد كافة القوى الثورية كانت بمثابة الخلاص للجنوبيين من الشتات، ومبينا أن الثورة الجنوبية قد دخلت عهدا جديدا بإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في 4 مايو عام 2017م، موضحا أن المجلس الانتقالي ظل حريصا على وحدة الصف الجنوبي بكافة قواه الوطنية، وجسد الشراكة الوطنية الجنوبية، متطرقا إلى اللقاء التشاوري الجنوبي، والتوقيع على الميثاق الوطني الذي يُعد محطة وطنية فاصلة جمعت كل المكونات الجنوبية.
ستينية أكتوبر الخالدة
وفي كلمته، أوضح فضل الجعدي، أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر أنجزت الاستقلال الوطني وميلاد الدولة على أنقاض ماض من التشظي والتخلف، واستمدت من أخلاقيات قادتها وأبطالها وشهدائها انحيازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مرحلة بناء الدولة في الجنوب بقيادة الحزب الاشتراكي، وتجلت في دولة النظام والقانون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعلمها ونشيدها وعملتها وعضويتها القانونية في المحافل الدولية وعلاقتها الندية مع الدول الشقيقة والصديقة والتي شكلت علامة مضيئة وقدمت تجربة فريدة في تجسيد قيم المواطنة المتساوية بين كافة طبقات الشعب وحققت العدالة الاجتماعية.
وقال الجعدي: "إننا اليوم وبعد ستين عاما من الثورة نقف مذهولين إلى ما آلت إليه تلك المنجزات خاصة بعد حرب 1994م الاحتلالية القذرة التي وئدت الوحدة السلمية التشاركية منذ الوهلة الأولى لقيامها باغتيال كوادر الجنوب، وعصفت عصاباتها بكل مكتسبات الدولة الجنوبية وبقوة السلاح وبحكم عسكري احتلالي انتهج سياسة التدمير للأرض والإنسان ولم يقم أي معنى للشراكة وتعاطى مع الجنوب بعقلية الحقد والمؤامرة والفيد وعمل العصابات مستخدما كل الطرق غير المشروعة لنهب ثرواته وإقصاء أبنائه وطمس تأريخه ونسف منجزات ثورته، ولم يقف شعبنا العظيم مكتوف الأيدي وخاض بصدور عارية معارك البقاء مجددا وافترش الساحات والميادين رافضا بشكل تام نتائح وإفرازات تلك الحرب".
وأضاف: "إن الجنوب اليوم بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وكل القوى الحية المكافحة يقف على أعتاب محطات تاريخية مهمة وعلى خطى أكتوبر نستلهم من نقاطها المضيئة ما يرشدنا للذهاب إلى المستقبل مسنودين بإرادة شعبنا وقضيتنا العادلة وبالإنجازات السياسية والعسكرية التي تحققت ما بعد حرب 2015 وبالانتصارات التي مرغت وجه قوى الظلام والإرهاب في التراب وعلى طريق التحرير وتقرير المصير ماضون".
نحو استعادة دولة الجنوب
من جانبه، قال الدكتور باسم منصور، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة، حقَّق منجز أكتوبر التاريخي الأجداد والآباء فكانت بوابة العبور نحو بناء دولة مهابة هدفتْ نحو بناء الإنسان أولا ومؤسسات الدولة ثانيا، مضيفا: "الجنوب قرر بإرادة فولاذية دحر جحافل الاحتلال الشمالي بكل عناوين كفاحيته ومنصاته ذات العنوان الواحد ( نحو استعادة دولة الجنوب الفدرالية كاملة السيادة) كل تلك العنوانات انتظمت في عقد فريد واحد في الرابع من مايو 2017م معلنة تفويض الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وكان خير مؤتمن على قضية شعب الجنوب بإرادة لا تلين".
وأكد منصور، أن لأكتوبر اليوم طعم آخر بنكهة الانتصار السياسي والعسكري؛ وقد هلّ على شعب الجنوب بشائر التحول من ثورة إلى دولة كما بشّر بها رواد الثورة الجنوبية الأوئل قبل عقود برؤية ثاقبة.
مشاركة فاعلة للمرأة
وتحدثت الأستاذة نعمة السيلي، بكلمة عن مناضلي ثورة أكتوبر المجيدة، بينت من خلالها أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر كانت تتويجا لنضال شعب الجنوب ضد المحتل البريطاني، متابعةً بأنها كانت بآفاق وطنية وقومية وجاءت في ظروف تصاعد المد الثوري على الصعيد القومي والعالمي.
وأكدت السيلي، بأن المرأة الجنوبية كانت تتقدم الصفوف وتساند أخيها الرجل في العمل التنظيمي للأحزاب والمنظمات، وتقدم الأعمال اللوجستية لرفاق النضال في فترة الكفاح المسلح، مشيرةً إلى أن المرأة الجنوبية قد حظيت بعد الاستقلال بمكانة مميزة وشاركت في تأسيس مداميك الدولة الجديدة.
مسيرة حاشدة في وادي حضرموت
ونظم شباب وادي وصحراء حضرموت، مسيرة سلمية حاشدة لإحياء الذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والمطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من أرض حضرموت، وللتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ورفع المشاركون في المسيرة، شعارات تؤكد على حق شعب الجنوب في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وتندد بالاحتلال الشمالي لأرضهم، وتطالب بإحلال قوات نخبة حضرموت وقوات دفاع حضرموت محل قوات المنطقة العسكرية الأولى. كما رفعوا أعلام فلسطين وصور شهداء غزة، وهتفوا بشعارات تدعم المقاومة الفلسطينية وتدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وصدر عن الفعالية بيانا باسم "شباب الغضب بوادي و صحراء حضرموت"، أكدوا فيه على استمرار التصعيد الشعبي حتى تحقيق أهداف ثورة شعب الجنوب في استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة، وأشادوا بروح الشعب الحضارية والوطنية، وأثنى على تضحيات شهداء ثورة 14 أكتوبر التحريرية، وشهداء الثورة.
كما جددوا في بيانهم دعمهم لقوات نخبة حضرموت وجنودها البواسل، معربين عن تضامنهم مع أهل غزة في معركتهم ضد الصهاينة، وانتزاع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة عاصمتها القدس.
جبهة التحرير والحوار الجنوبي
وعلى صعيد متصل، ناقشت الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير، برئاسة أمين عام الحزب المهندس علي المصعبي، والأمين العام المساعد لؤي القيسي، عشية 14 أكتوبر 2023، مشاركتها في الحوار الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدين أن تلك التفاهمات ستعكس ظلالها العملية قريبا بعد احتفالات شعب الجنوب بالعيد الوطني الـ60 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة.
وقال بيان صادر عنها: "تأتي ذكرى احتفال شعبنا الـ60 بثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة في وضع غاية في التعقيد، وحال الجنوب شعبا وقضية ليس ببعيد من وضعه إبان الاستقلال واندلاع ثورة أكتوبر المجيدة عام 1963، حيث كان الجنوب بحاجة لوحدة صف وقبول بالآخر في ظل تنافسات دولية وإقليمية وصراع مشاريع عدة ألقت بظلالها الأليمة على فرحة شعبنا بثورة أكتوبر المجيدة، وما نتج عنها من رحيل المستعمر البريطاني في يوم الاستقلال جسدت فيها صراعات مريرة، اندلعت من أواخر الستينات حتى أواخر الثمانينات أوصلت الجنوب شعبا ومقدرات إلى أحضان نظام صنعاء وشركائه من أحزاب دينية ومراكز نفوذ قبلي، حولت حلم الجنوبيين بالوحدة إلى كابوس سرعان ما اتضحت معالمه باحتلال الجنوب في 1994م، عمدها سلوك النظام المنتصر وشركائه الفاشي الناهب لكل مقدرات الجنوب وثرواته".
وبارك حزب جبهة التحرير كل دعوات الوفاق ووحدة الصف، مع تفاعل إيجابي معها ومع كل المبادرات الرامية إليها وآخرها الحوار الوطني الجنوبي الذي قاده المجلس الانتقالي، بإشراف مباشر من اللواء القائد اللواء عيدروس الزُبيدي، وذلك بالمشاركة النوعية منذ انطلاقته يوم 4 مايو 2023 تكلل بمراسيم التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي كحدث تاريخي، سعى حزب جبهة التحرير أن يكون له الحضور النوعي ممثلا بالأمين العام للحزب المهندس علي المصعبي، والأمين العام المساعد لؤي القيسي، اللذين وحدا جبهة التحرير في هذا العرس الوطني الجنوبي الكبير.
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حيت في اجتماعها الدوري، الاربعاء الماضي، برئاسة القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية الأستاذ علي عبد الله الكثيري، شعب الجنوب في الداخل والخارج وقواته المُسلحة الباسلة بهذه المناسبة العظيمة، مشددة على أهمية استكمال كافة الترتيبات في وقتها المحدد، بما يُظهر الفعالية الاحتفالية بصورة ترقى لأهمية وقيمة المناسبة الغالية.