عيد الاستقلال الوطني.. محطة تاريخية في مسيرة نضال شعب الجنوب
حلت الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي في 30 نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي تحقق في...
كانت المرأة الجنوبية ما قبل العام 1990م، تحتفل بعيدها الذي يصادف الثامن من مارس متجهة لتحقيق المزيد من الإنجازات المتمثلة بإضافة حقوق جديدة إلى جانب ما حصلت عليه، واقتربت دولة الجنوب وقتها من القضاء على الأمية، وسخرت منظومة من القوانين التي تكفل حقوق متميزة للمرأة العاملة كالضمان الصحي والضمان الاجتماعي، ومنح إجازات الحمل والولادة مدفوعة الأجر، واقتحمت حينها ميدان العمل والمشاركة المجتمعية السياسية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها من مجالات الإبداع.
إلا أنها تعرضت لتدمير ممنهج عقب حرب صيف 94 للمنجزات التي حققتها، حيث طالها الإقصاء والتهميش وفقدت ما كانت تتمتع به من حقوق سياسية واجتماعية ومدنية وتعرضت للتسريح القسري من مرافق الدولة والمؤسسات والمصانع، لكن المرأة الجنوبية برهنت على قدرتها التمسك بحقها وظلت جزءا فاعلا من معركة الثورة الجنوبية في وجه الاحتلال والقمع والتمييز، وعنصرا فاعلا في التطلعات المستقبلية المشروعة للشعب الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته.
وتتويجا لتلك التضحيات ها هي اليوم وتحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعيد مجددا دورها ومكانتها القيادية في مواقع صناعة القرار وقيادة الدولة.
تهنئة الرئيس
هنأ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المرأة الجنوبية بمناسبة العيد العالمي للمرأة، مشيدا بأدوارها في ميادين النضال وساحات العلم والمعرفة، وإسهامها في صناعة التحولات العظيمة للوطن عبر مختلف المراحل.
وجاء في التهنئة: "إننا ننظر، باعتزاز وفخر، لما تسهم به المرأة الجنوبية اليوم من نضال لا يتوقف لاستعادة مجدها وريادتها في استنساخ لذات الصورة المشرقة التي كانت عليها أمهاتنا وأخواتنا في المراحل الأولى لثورة ١٤ أكتوبر وما تلاها من نضال أثمر انتصارات ومكاسب عظيمة لوطننا وشعبنا".
وأكد الرئيس القائد وقوف ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي لنضال المرأة الجنوبية لاستعادة حقوقها وصناعة مجدها كجزء من مجد وحقوق الشعب الجنوبي العظيم.
عدن تحتفي بالمرأة
نظمت اللجنة العليا للمرأة الجنوبية في العاصمة عدن، حفلا خطابيا وفنيا، شهد مشاركة حاشدة للنساء من مختلف محافظات الجنوب، وجاء برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كُرمت خلاله مجموعة كبيرة من المناضلات الجنوبيات القديرات عبر تاريخ الثورة الجنوبية، تقديرا لنضالهن وما قدمنه من تضحيات من أجل الوطن.
وأشادت الدكتورة نجوى فضل، رئيسة اللجنة العليا للمرأة الجنوبية، مستشارة رئيس المجلس الانتقالي لشؤون المرأة، بكفاءة المرأة الجنوبية وقدرتها على إدارة مراكز الدولة، وكيف دفعت الكثير من المعاناة ولازالت تدفع لمواقفها الثابتة، مؤكدة رفض التهميش والإقصاء المتعمد للمرأة الجنوبية من مراكز صنع القرار. وطالبت في كلمتها خلال الحفل بتنفيذ اتفاق ومشاورات الرياض وتمكين المرأة الجنوبية من حصتها، حيث قالت: "نساء الجنوب لن يقبلن بالتهميش والإقصاء وهن اللواتي شهدت لهن الحرب وقدمن التضحيات الكبيرة".
دعوة لتمكينها
وقال الأستاذ فضل الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، في تهنئته للمرأة عبر تغريدة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " كل التهاني القلبية الحارة للمرأة في يومها العالمي الثامن من مارس، تحية لصمودها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في شتى مجالات العمل وفي ميادين النضال انتصارا للحرية والكرامة، ولما اجترحته من أدوار فاعلة في الدفاع عن حياض وطننا وقضيته العادلة".
وأشار الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى أن الجنوب فرض إصلاحات مكّن من خلالها المرأة للعمل في مؤسسات الدولة المختلفة والتأثير في صناعة القرار وحل النزاعات، داعيا جميع النخب السياسية العمل على تمكين المرأة الجنوبية وإحياء دورها القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية التحررية، وإعطائها الفرصة في شغل مراكز قيادية في هياكل مؤسسات الدولة كافة، متمنيا للمرأة الجنوبية التوفيق وتحقيق مزيدًا من النجاحات والإنجازات.
الضالع وأبين تحتفلان
وكرمت إدارة المرأة والطفل في الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع، 20 معلمة من المعلمات المبرزات في عدد من المدارس، من باب الوفاء للمعلمات ودورهن في تربية الأجيال، معتبرة أن المرأة هي المدرسة الأولى، والنواة المثلى لبناء المستقبل، وتشكل الجزء الأساس في التربية والتعليم.
وشددت جليلة علي قاسم مديرة إدارة المرأة والطفل، على أهمية استثمار الطاقات الإيجابية لدى المرأة وقدرتها على الالتزام والعطاء المثمر، وضرورة تحفيزها لمواصلة إبراز دورها في المجتمع لتتقدم أكثر في حياتها العلمية والعملية.
واحتفلت إدارة المرأة والطفل بالمجلس الانتقالي في مديرية لودر لمحافظة أبين بالمرأة في الثامن من مارس، وأكد خلالها حسين علي القفعي رئيس تنفيذية انتقالي لودر، وقوف المجلس الانتقالي إلى جانب المرأة ودعمه لها في كافة المجالات.
واستعرضت صالحه مهدي مبارك مديرة إدارة المرأة والطفل، نماذج عن دور المرأة الجنوبية في ميادين الشرف والنضال للمطالبة بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة، مستذكرة جنوبيات خلدهن التاريخ من معلمات ومهندسات وإعلاميات تعدهن النساء اليوم فخرا ونموذجا يحتذى به.
نضال مستمر
وبعثت فتنام العلوي مديرة إدارة المرأة والطفل بالمجلس الانتقالي الجنوبية في مديرية تبن بمحافظة لحج، رسالة تهنئة للمرأة الجنوبية، أشادت فيها بأدوار المرأة الجنوبية فهي من الأوائل في المسيرة والازدهار والريادة منذ مطلع السبعينيات.
لافتة إلى أن المرأة الجنوبية نالت حقوقها في التعليم والعمل وممارسة المهن المختلفة وانخراطها في مجال السياسة عندما كان محيطها صحراء قاحلة مليئة بالظلم، ومنذ ذلك الحين اندفعت من الأنماط الاجتماعية ومسابقة الرجل في شتى الميادين منها العسكرية والمدنية، وبرز نجمها وتبوّأت مراتب ما زالت محفورة في أسفار التاريخ، واقتحمت ميادين الطب والطيران والهندسة المعمارية والتجارية ،وكانت تعمل في مصنع الغزل والنسيج ومصنع الطماطم والألبان، وعملت في صفوف الأمن والجيش، وكانت تشارك في مجال الثقافة والأدب والنثر والشعر والغناء والمسرح، وستستمر عزيمتها حتى النصر واستعادة وطنها الجنوبي الغالي.
وأوضحت العلوي، أن إدارة المرأة والطفل بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية تبن، نفذت العديد من الأنشطة منها اشهار القطاعات النسوية في المديرية، والمشاركة في المهرجانات وتكريم المناضلات، ومسابقات لطالبات مدرستي هران والفيوش وتكريمهن، وإقامة ورشة خياطة استهدفت فيها امرأة من كل قرية من قرى المديرية، وعملت قاعدة بيانات بالاستعانة برئيسات القطاعات النسوية، إضافة إلى حصر بالانتهاكات من العام 2015م.
كيان خاص وظروف مغايرة
وثمنت ندى عوبلى رئيسة اللجنة التحضيرية لاتحاد المرأة الجنوبية، وهي تهنئ المرأة بعيدها العالمي، أن تحتفل المرأة الجنوبية بهذه المناسبة في ظروف أكثر صحية وهدوء واستقرار معيشي وأمني وقد استعادت دولتها كاملة السيادة والهوية والثقافة الوطنية. ليتسنى لها أن تفرح بأنها أنجزت مكاسب حقيقية إضافة لما تحقق سلفا من مكاسب بفعل نضالاتها.
وأضافت: "لا بأس أن تأخرت انتزاع مكاسبنا كامرأة جنوبية بتحقيق حقها في بناء كيانها الخاص (اتحاد عام المرأة الجنوبية) لكن يقينا سيتم إشهاره قريبا بوحدة صفنا من عدن حتى المهرة، ولن نتوانى عن هذا الحق حتى نراه جميعا بين أيدينا بقوة بأسنا وصبرنا وتحملنا لأجل إشهاره، كلنا بذلنا الكثير لإعلان اتحاد عام المرأة الجنوبية وكلٍ لم تبخل لا بالجهد ولا بالمال لأجل هذا العمل الوطني الجبار وعسانا جميعنا سنقطف الثمرة قريبا".
وترى أروى مقطري مدير إدارة المرأة والطفل بالهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج، أن ما يميز الاحتفاء بهذه المناسبة أنها تأتي في ظل ظروف مغايرة تعيشها المرأة الجنوبية، تتمثل بما حققته المرأة الجنوبية من نجاحات وحضور طيبين على مستوى مختلف الاتجاهات والأصعدة في كنف القيادة الرشيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد ربع قرن من الإقصاء والتهميش الذي مارسه الاحتلال اليمني ضدها وبأبشع الصور المعبرة عن حقده ضد المرأة الجنوبية.
مضيفة: "كل تلك الممارسات قد تكون وضعت المرأة الجنوبية في مساحة ضيقة لكنها لم تكسر كبريائها ولم تنل من عزمتها فقد ظلت واقفة وقوف جبال عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، وأكدت ذلك في انتفاضتها ضد الظلم في مختلف مراحل النضال التي مر يها الجنوب من بعد احتلال صيف عام 1994 وحتى يومنا هذا".