تفاعل واحتفاء واسع لكافة أبناء الجنوب بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس قوات النخبة الحضرمية
يحتفي أبناء الجنوب بالذكرى التاسعة لتأسيس قوات النخبة الحضرمية التي انطلقت بتاريخ 31 أكتوبر 2015م، ك...
يعد الإرهاب من أشد الآفات فتكاً في المجتمعات، ولقد عانى الجنوب من جرائم هذه الظاهرة الدخيلة على الهوية والثقافة الجنوبية، والتي تم تعزيزها من قبل الجهات المناوئة للجنوبيين وقضيتهم العادلة عبر إعلام إخواني لطالما استهدف تعكير الأمن وزعزعة الأمن الاستقرار على أرض الجنوب.
من هذا المنطلق، وإسهاماً منها في تعزيز الأمن ودعم مكافحة الإرهاب، أقامت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، يوم الاثنين، في العاصمة عدن، ندوة علمية بعنوان "تعاطي إعلام جماعة الإخوان مع جرائم الإرهاب في الجنوب"، بحضور الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، وإشراف ومشاركة الأستاذ علي الكثيري، عضو هيئة رئاسة المجلس، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، وحضور أعضاء هيئة رئاسة المجلس، الأستاذ لطفي شطارة نائب رئيس الجمعية الوطنية، والدكتورة سهير علي أحمد، والمهندس نزار هيثم، بالإضافة إلى نخبة من الإعلاميين والحقوقيين والقانونيين والنشطاء والمختصين في موضوع الندوة.
وهدفت الندوة إلى مناقشة قضية الإرهاب وكيفية دخوله وتواجده على أرض الجنوب، وكذا تدارس المحاور والآثار المختلفة لهذه القضية، وبالأخص دور الإخوان في التعامل مع الجرائم الإرهابية التي تستهدف الجنوب ومصالحه وشعبه، وما تقوم به وسائل الإعلام الإخوانية في التعاطي معها، حيث قدمت فيها ثلاث أوراق عمل علمية.
الأستاذ علي الكثيري: الجنوب كان ولا يزال بيئة طاردة للفكر المتطرف والدخيل على مجتمعنا
وتحدث الأستاذ علي الكثيري بكلمة في الندوة نقل في مستهلها للحاضرين تحيات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشار الكثيري في كلمته، إلى أن هذه الندوة تتمحور حول دراسة دور جماعة الإخوان في دعم التنظيمات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في الجنوب، منذ 1990، وسُبل مواجهة الفكر المتطرف ومعامل إنتاج الجماعات الإرهابية.
وأكد الكثيري خلال كلمته أن الجنوب كان ولا يزال بيئة طاردة للفكر المتطرف والدخيل على مجتمعنا، متمنيا في ختام كلمته أن تخرج الندوة بتوصيات تقيّم دور وسائل الإعلام وأدائها في التعاطي مع الإرهاب ووقائعه وطرح رؤى مستقبلية لتطوير أداء وسائل الإعلام في معالجة قضايا الإرهاب.
وقال الكثيري إن جرائم الإرهاب وتعاطي إعلام الإخوان معها هو موضوع مهم جداً، مشيراً أننا في الجنوب لدينا تجربة منذ سنوات في هذا الجانب، وأن دراسة هذه المسألة أصبحت ضرورة وأن هذه الندوة التي تقيمها الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي تأتي في هذا السياق.
ظاهرة الإرهاب في الجنوب العربي - البدايات والمصدر والرافد الفكري والسياسي والاجتماعي
قدم الباحث الدكتور صالح الدويل ورقة عمل علمية، استعرض فيها مصدر ظاهرة الإرهاب وروافدها الفكرية، موضحاً أن حرب الإرهاب هي نوعين، الأول منها هو إرهاب الدول والنوع الثاني هو إرهاب الجماعات الدينية المتشددة، موضحاً إنَّ الإرهاب بكل مظاهره يمسُّ الجميع، وأنه وفي العصر الحديث، عند تحليل ظاهرة الإرهاب وبداياته ومصدره وروافده الفكرية، تبرز حركة الإخوان المسلمين كأهم حركة تنظيمية وفكرية فرّخت الفكر الإرهابي.
واستعرضت ورقة الدويل الإسقاطات التاريخية لتصدير الإرهاب إلى الجنوب من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأشكال التطرف الذي شهده الجنوب العربي أو ما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل عام 1990م، كما استعرضت التطرف في اليمن الشمالي أو ما كان يُعرَف بالجمهورية العربية اليمنية قبل عام 1990م، خاصة بعد انتهاء حرب أفغانستان حيث جاءت مجاميع كبيرة من المجاهدين العرب - غير اليمنيين – إلى الجمهورية العربية اليمنية – سابقًا - كونها حاضنة غير طاردة للتطرف وكانت علاقتها بالسلطات الحاكمة في صنعاء لا سيما جماعة الإخوان المسلمين ثابتة.
وقدم الدويل تفاصيل عن تماهي خطاب وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) مع الخطاب الإعلامي للتنظيمات الإرهابية والجهادية الموجه ضد الجنوب وقياداته وشعبه مستعرضاً نماذج دالة عن تطابق خطاب الإخوان مع التحركات الإرهابية لخدمة أجندتهم، ومستوى خطاب إخوان اليمن الإعلامي للجنوب كونهم يحقنون أتباعهم وأنصارهم بأن الجنوب بدونهم سيصير شيوعيًا، معدداً أوجه الشبه بين خطاب إعلام الإخوان والتحركات الإرهابية، بما فيها أن سعادتهم في الطريق الإخوانية، وكذلك المنظمات الإرهابية تحقن أتباعها بذات الفكرة، ويترتب على ذلك الحقن أن الدعوة لاستقلال الجنوب هي أساس الشقاء في الدنيا والآخرة.
وأوضحت ورقة الدويل أن الجماعات الإرهابية تزرع في أتباعها أن مشروع استقلال الجنوب يخذل الأمة من إعداد عدة النصر، وعند المقارنة تجد الإخوان يؤولون كل نقاط خطابهم ضد الهوية الجنوبية، وأن دعاة الاستقلال إما كفرة، كما يفتي شيوخهم أو أنه يجب تصفيتهم، كما صرحوا بتصفية قادة الحراك الجنوبي، مشيراً أن استراتيجية إخوان اليمن "التجمع اليمني للإصلاح" قامت على التحالف مع الحاكم والحديث باسمه وأنهم الحلفاء الأوفياء له "ولحزبه وقت الشدة"، بهدف مهاجمة الجنوب وزعزعة استقراره، وهنالك اعترافات من جهاديين بأن سلطة صنعاء استخدمتهم ضد الجنوب.
وأكد الدويل أن هذا الخطاب الإعلامي ما زال قائمًا في منابر الإخوان وفي تغريداتهم وصفحات التواصل الاجتماعي مبثوثًا ضد الجنوب باختلاف في العناوين فقط، فحملاتهم ضد الأحزمة الجنوبية وقوات النخب في حضرموت وشبوة لأنها أثبتت للعالم أنها الشريك القادر على تصفية الإرهاب من الجنوب، والإرهاب أحد أهم قوابض الإخوان للجنوب، وأن الإرهابيين استخدموا إعلام الإخوان في مشاركة فتاواهم ومنابرهم وإرهابهم ضد الجنوب ولذا ليس غريبًا أن المؤامرات عليه على قدم وساق، وحملات التضليل والشيطنة على صفحاتهم وتغريداتهم وإشاعاتهم وإعلامهم الكاذب – بكل وسائله - على بعث المناطقية في الجنوب، وصارت من استراتيجيات الإخوان ضد الهوية الجنوبية، واختتم الدويل ورقته بالإشارة إلى أن محاربة الإرهاب في الجنوب تقتضي عودة دولته، فهي الضمان الوحيد لمحاربة الإرهاب في الجنوب والمنطقة والاقليم.
أهمية الإعلام بالنسبة للتنظيمات الإرهابية وكيف لعب إعلام جماعة الإخوان المسلمين دور التضليل والتبرير لنشاط وجرائم تلك التنظيمات.!!
قدم الباحث عبدالخالق الحود ورقة بعنوان "تماهي إعلام جماعة الإخوان مع خطاب التنظيمات الإرهابية"، استعرض فيها دور جماعة الإخوان في التحريض الممنهج للعمليات الإرهابية واستيعاب هذه الجماعة لعناصر القاعدة وداعش لتنفيذ العمليات الإرهابية في الجنوب.
وقال الحود في ورقته إن المتتبع لنشاط التنظيمات المسلحة التي تؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق أهدافها على شبكة الأنترنت سيتفاجأ من ذلك الكم الهائل من المواقع والمدونات والصفحات الناطقة باسم تلك الجماعات بمختلف مشاربها وتوجهاتها وارتباط بعضها بدول وأجهزة استخبارات محلية ودولية وقيادات سياسية وعسكرية خاصة في اليمن؛ ما يدل على إدراك قياداتها لأهمية ودور الإعلام في عمليات التحشيد والتجنيد والدعم لأفكارها خاصة بين فئة الشباب
وأشار الحود أن مواقع وقنوات تابعة لفرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اليمن وأخرى ممولة من التنظيم شنت حملات تحريض وتشويه طالت ضباطا وأفرادا في جهاز البحث وإدارة أمن العاصمة عدن، مشدداً أن ذات الأمر تم على عمليات التنظيمات الإرهابية التي طالت بين عامي 2015وحتى 2019 القائد عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع وما سبق تلك العمليات من حملات تحريض وتشويه وبرامج وحلقات موجهة تمحورت أهدافها جميعا في بث الداعيات المغرضة والتسفيه وصولا إلى التكفير غير المباشر، مؤكداً أن العمليات الإرهابية التي طالت في ذات الفترة مقرات الأجهزة الأمنية والمعسكرات ومراكز طالبي التجنيد في مناطق عدن ولحج وأبين ما هي إلا نتاج لذات الحملات الموجهة، والتي بالتزامن معها نفذت الجماعات الإرهابية عمليات اغتيال واسعة بحق قيادات في الحراك الجنوبي وضباط وجنود وأفراد وحتى ضباط وجنود في شرطة السير.
وأكد الحود أنه عقب النجاحات الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب واستئصال شأفته في معاقله بحملات عسكرية ضاغطة قادتها القوات الجنوبية بدعم وأسناد مباشر من الجيش والقيادة الإماراتية وبإشراف مباشر من قبل القائد عيدروس الزبيدي، رفع تنظيم الإخوان فرع اليمن التقيا عن عدد من قياداته المطلوبة دوليا وبث تسجيلات سب وتحريض وفتيا باستباحة دماء منتسبي وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وشدد الحود في ورقته أنه لم يتوقف التخادم بين الجانبين عند حدود التعاون والتكامل الإعلامي بل تجاوز ذلك مؤخرا إلى تشكيل كتائب مسلحة تضم عناصر إرهابية مطلوبة دوليا للقتال إلى جانب جماعة الإخوان في محافظي مأرب وشبوة وبلدة شقرة.
وقدم الحود في ورقته نبذة مختصرة توصف حال التنظيمات ( الجهادية ) في اليمن وملامح بشان الوضع الحالي في اليمن وكيفية تغلل عناصر القاعدة واستيعابهم في قوام الجيش الحكومي، مستعرضاً معلومات مفصلة عن عدد عناصر القاعدة الذين تم إلحاقهم بقوات جيش الشرعية والوحدات التي يتواجدون فيها.
كما استعرض الحود علاقة تنظيم قاعدة في اليمن بفروع القاعدة في أفريقيا، وقدم ملامح لأدلة تبين العلاقة بين الإخوان والقاعدة في اليمن في دعم الجبهات في سوريا والعراق.
الحرب على الجنوب هي جوهر العلاقة بين جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية
قدمت خلال الندوة ورقة عملية للباحثة في شؤون الأمن القومي الأمريكي، أرينا تسوكرمان، عبر فيديو مرئي، بعنوان "الحرب على الجنوب هي جوهر العلاقة بين جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية"، شرحت فيها كيفية انعكاس تلك العلاقة في خطاب جماعة الإخوان الإعلامي ودورها في صناعة الصراعات السياسية والعسكرية في العالم العربي.
وشرحت تسوكرمان السلوك الإعلامي لجماعة الإخوان وتماشيه مع التحركات للتنظيمات الإرهابية، مقدما أمثلة لحوادث مرتبطة بجماعة الإخوان والعمليات الإجرامية للعناصر الإرهابية.
وأوضحت تسوكرمان كيفية استغلال جماعة الإخوان للوضع في اليمن وتسهيلها لتنفيذ العمليات الإرهابية في سبيل تحقيق مصالحها وأهدافها بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة لذلك حتى وأن كانت بالعمليات الإرهابية.
وأشادت تسوكرمان في سياق حديثها بالدور الذي تقوم به القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الذي يعتبر من أهم الجهات التي تتصدى لجماعة الإخوان وتعمل على تشجيعها لتنفيذ العمليات الإرهابية مما جعل الجنوب بشكل عام والمجلس الانتقالي بشكل خاص عرضة لتلك العمليات الإرهابية وذلك نتيجة نجاحه في مواجهته وتصديه لها.
التوصيات النهائية لندوة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي عن إعلام الإخوان وتعامله مع الجرائم الإرهابية ضد الجنوب
هذا وخرجت الندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي عن "تعاطي إعلام جماعة الإخوان مع جرائم الإرهاب في الجنوب"، بالتوصيات الاتية:
1) تؤكد الندوة على أهمية دور وسائل الإعلام في بناء معارف واتجاهات المجتمع نحو الإرهاب ومدى إسهامها في تعزيز الشراكة المجتمعية والأمنية في مكافحة الإرهاب.
2) توصي الندوة بوضع استراتيجية مستقبلية لتنظيم وتطوير أداء وسائل الإعلام في التعاطي مع قضايا الإرهاب وكذلك القضايا التي تمس الأمن والاستقرار في الجنوب.
3) توصي الندوة بوضح محددات وموجهات لترشيد وضبط الخطاب الإعلامي وتحديد المفاهيم ذات الصلة بقضايا الإرهاب.
4) تؤكد الندوة أن الخطاب الإعلامي الإخواني يتماهى مع الدعاية الإعلامية للتنظيمات الإرهابية وتشدد الندوة على أهمية مجابهة هذا الخطاب الذي يدعو إلى العنف وتعكير السلم الاجتماعي.
5) توصي الندوة الأجهزة الأمنية بأهمية متابعة ما يصدر عن الوسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان والحوثي وإنشاء منظومة للأمن السيبراني.
6) خلصت الندوة من خلال محاورها الثلاثة إلى العلاقة الوثيقة بين التنظيمات الإرهابية والخطاب الإعلامي لجماعة الإخوان وكذلك الحوثي بما يؤكد على تداخل أهدافها في الجنوب.
7) كشفت وثائق الندوة عن أن جذور الإرهاب ومصادرة وروافده الفكرية والإعلامية والسياسية في الجنوب كانت بذرتها الأولى من المؤسسات التعليمية والدينية والمرجعيات المشيخية الإخوانية وأن الإرهاب تم تصديره إلى الجنوب على فترات متلاحقة منذ 1990م وحتى اليوم وبالتالي فأن مكافحته يكون في استئصال جذوره وليس فقط التعامل مع قشوره ومنتجاته.
8 ) توصي الندوة الجهات المختصة وأسر الضحايا إلى تشكيل فريق قانوني للترافع أمام المحاكم المحلية والدولية لمقاضاة الجهات والوسائل الإعلامية المتورطة في التحريض على الإرهاب والتماهي مع خطاب عناصره وتنظيماته أو استخدام وقائعه لتنفيذ أجندات سياسية.
9 ) توصي الندوة بنقل وتسويق وقائع جرائم الإرهاب في الجنوب إلى الرأي العام الدولي والمؤسسات والهيئات الدولية .
10) تفعيل المؤسسات الإعلامية الجنوبية – مؤسسة ١٤ أكتوبر- قناة عدن.. وإذاعة عدن.