في مساء لم تشهد المكلا مثيلا له ، احتشد مئات الآلاف ، من الرجال والنساء .. زحفوا صوب حاضرة حضرموت ، في مواكب هادرة ، لتجديد الوفاء للجنوب ، قضية ووطنا ، ولممثله المفوض شعبيا ، المجلس الانتقالي الجنوبي ، فكانت أمسية مليونية ، تليق بحجم حضرموت ، مساحة في خارطة الجنوب السياسية ، ومكانة في قلوب أبنائه، الذين يرون حضرموت ، روح الجنوب وقلبه النابض .
ورددت الحشود التي جاءت من كل حدب وصوب ، من وديان حضرموت وهضابها وسواحلها ، الشعارات والأناشيد والأهازيج ، المعبرة عن حبها للجنوب ، والمطالبة بإعلان الإدارة الذاتية ، والمنددة بإساءات شرعية الفنادق لنخبة حضرموت العسكرية .
و بدأت الفعالية ، التي حملت شعار ، المجلس الانتقالي يمثلنا ، واتفاق الرياض مطلبنا ، بآيات من الذكر الحكيم ، والنشيد الوطني الجنوبي ، وألقيت فيها عددا من القصائد الشعرية ، من الشعر الفصيح ، والشعر الشعبي ، تفاعل معها الحضور ونالت استحسانهم .
واستمعت الحشود إلى كلمة مباشرة ضافية لرئيس الإدارة الذاتية ، رئيس الجمعية الوطنية ، اللواء أحمد سعيد بن بريك .. حيا فيها جماهير حضرموت ، مقدرا تضحياتهم الجسيمة التي قدموها في سبيل نصرة القضية الجنوبية ، وأبلغهم تحيات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي .. مؤكدا أن الجنوب سينتصر ، طالما وشعبه يمتلك هذه الإرادة الصلبة ، والاستعداد للتضحية من أجل الانتصار لقضيته .
واختتمت المليونية ، التي نظمتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، ببيان سياسي تلاه رئيس القيادة المحلية ، الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر .. عبر فيه عن تطلعات أبناء حضرموت في استعادة الدولة الجنوبية ، مشيرا إلى أن حضرموت هي رائدة مشروع الاستقلال ، وأن حقوقها ليست موضوعا للمزايدة والمناقصة .
وأكد على أن النخبة الحضرمية منجز عسكري تاريخي ، لن يقبل أبناء حضرموت أية إساءات لها، كما عبر البيان عن دعم أبناء حضرموت المطلق لفريق المجلس الانتقالي التفاوضي ، برئاسة القائد عيدروس قاسم الزبيدي ، مجددا الثقة في حسن إدارته ، وصلابة إرادته في تحقيق تطلعات شعب الجنوب .
وأكد البيان إن الأمن في وادي حضرموت لن يستتب ، إلا برحيل آخر جندي من قوات الاحتلال اليمني .
وأشار إلى أن الإدارة الذاتية مطلب شعبي لتوظيف الإيرادات لخدمة حضرموت وتنميتها ، بدلا من استجداء الحقوق واستعطاف حكومة لاتهتم بأي شأن من شؤون الناس وخدمتهم .
وثمن البيان دعم الأشقاء في التحالف العربي ، المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة .. مشيدا بحرص المملكة على تنفيذ اتفاق الرياض ، ومعبرا عن رفضه للاختراقات القطرية التركية للجنوب ، عبر أدوات في الشرعية اليمنية .
وحيا البيان أبطال جيشنا الجنوبي ومقاومتنا الباسلة ، المدافعين عن الإرادة الجنوبية في خطوط المواجهات ، التي تفتعلها قوى الإرهاب والتطرف ، وأصحاب عقلية إعادة الفرع للأصل .